الشيخ الوجدي الروحاني

توازن الروح والعقل والجسد

جعل الله للانسان عقل وجسد وروح ، فكانت هذه مكوناته الأساسية والتي اختارها الله له ليكون مميزا عن باقي المخلوقات ،

وسيكون نتيجة ان يحدث خلل بين هذه المكونات الثلاث هي الضلال والضياع والخلل ، ولو ألقينا نظرة على التاريخ البشري سنجد أن البشر معظم الأوقات يفقدون ذلك التوازن ، فنجد مثلا الحضارة اليونانية اهتمت كثيرا وجعلت كل اهتمامها في الجانب العقلي فقط، فنجد أن اليونانيين قدموا لنا أفضل الفلاسفة عبر التاريخ ، وعلى النقيض نجد أن الحضارة الرومانية جعلت كل اهتمامها على الجانب الجسدي ، فنجد تشييد المباني والقصور والاهتمام بالعمارة والاهتمام بالجسد ومتعته ، ونجد في العصور الوسطى اهتمام الكنيسة بالروح و وضع القيود الكبيرة على العقل والجسد ، فنجد أن الاهتمام بالروح فقط جعل رجال الدين يرون في العقل والابداع الفكري هو مجرد هرطقة  و سخافة ، فكما ذكرنا ان هناك مكونات ثلاث للانسان وبالتالي على الانسان أن يغذي كل عنصر من العناصرتلك حتى ينعم بحياة أفضل على كافة المستويات ، وفي هذا المقال سنستعرض لحضراتكم طرق ومعايير وارشادات لتحقيق التوازن بين الروح والجسد .

طرق التوازن بين الجسد والروح والعقل

للجسد احتياجات لا يمكن الاستغناء عنها مثل الطعام والشراب والمسكن والزواج ، أما الروح فهي التي تربط بينها وبين خالقها وهي يتم اشبعها بممارسة العبادات التي تجعل الانسان قريبا من خالقه ، أما حاجات العقل فهي التي يتم اشباعها وتغذيتها عن طريق التفكر والتأمل ، وتعتبر الحاجات الثلاث مرتبطة ارتباطا وثيقا ببعضها البعض ، حيث ان اي خلل في اي من هذه الامور الثلاثة يعتبر خلل في التوازن لدى الانسان

دور التربية في تحقيق التوازن الانساني

يجب تنشئة الفرد على تحقيق التوازن بين الروح والجسد منذ صغره ، يالتالي يكون للوالدين دور كبير في تعليم اولادهم ذلك الأمر حتى يتم تنشئتهم على نشأة صحيحة قويمة ، يتأتى ذلك من خلال التركيز على الجوانب الثلاثة ، فلو تحدثنا عن الجانب الجسدي فالاباء والأمهات يركزون على الجانب المادي بشكل كبير ويتغافلون بواقع الحياة الصعب في الوقت الحالي عن الجانبين الروحي والعقلي ، فيجب توعية الأباء والأمهات لذلك الأمر الخطير .

عواقب اهمال الجانب الروحي والعقلي

تكون نتيجة اهمال الوالدين لجانبي العقلي والروحي للطفل هو أنه ينشا بشكل به خلل ، بالتالي ظهور المشاكل النفسية وظهور الفراغ الروحي والفراغ الفكري، فنرى أجيال بكل أسف تنشأ على التفاهة وانعدام الشخصية تماما، وانعدام الرأي والشخصية القوية كذلك انعدام الهوية الفكرية بسبب أنهم ليسوا مدربين على التفكير الناقد والواعي ، ان الفراغ الروحي والعقلي لهو أمر خطير أكبر مما نظن ، بالتالي على الأباء والأمهات قبل أن يأتوا بطفل لهذه الحياة أن يدركوا أن ذلك الطفل هو أمانة من عند الله ، فعليهم أن يدربوا أنفسهم على كيفية تربية أبنائهم بالشكل الصحيح القويم.

دور التأمل في تغيير حياة الانسان

التأمل.. وما أدراك ما التأمل، ان التأمل هو مراقبة النفس والحوار الهادئ مع النفس ، هو تحليل أداء وسلوك الانسان في مواقف الحياة المختلفة ، هو أيضا يعد بمثابة محاسبة النفس وتعديل سلوكها وتفكيرها ، فالتأمل هو صياغة وتحليل الافكار بالشكل الناقد الصحيح حتى يتكون لدى الفرد نتيجة أو تقييم عام لحياته وسلوكه وأفكاره ، من خلال التأمل يمكن للفرد أن يغير أفكاره بالتالي يترتب على ذلك تغيير أفعاله في حياته ، ولكن بالطبع ليس التأمل وحده من يقوم سلوك الفرد ويضبط أداءه ، كذلك العنصر الأساسي مع التأمل هي الارادة ، الارادة في الفعل ، الارادة في تعديل السلوك ، الارادة في أن يكون الفرد أفضل تجاه نفسه ومجتمعه ، التامل كذلك يساعد الفرد على التوازن بين العقل والروح والجسد ، فوجود الحوار الهادئ مع النفس يتيح للفرد معرفة ما ينقصه سواء في الجانب الروحي أو الجسدي أو العقلي ، ويترتب على ذلك تحديد أوجه النواقص وتعديلها.

الحوار الهادئ

في حياتنا السريعة والمرتبكة لا يوجد لدينا وقت تقريبا حتى نحقق الحوار مع أنفسنا أو الاخرين لنراجع أخطاءنا ، فيجب مراعاة تحقيق ذلك ولو لمرة واحدة خلال الشهر ، حتى يتيح الفرد لنفسه الفرصة للحوار ومراجعة الأخطاء واصلاحها.

 

    Deja un comentario

    Tu dirección de correo electrónico no será publicada. Los campos obligatorios están marcados con *

    Scroll al inicio