مفهوم الطاقة الحيوية Bio-energy هو مفهوم في غاية الأهمية؛ لكون الطاقة الحيوية أحد أهم العوامل التي تؤثر على الإنسان واتزانه الحيوي داخل االفراغات المعمارية.
1. مفهوم الطاقة الحيوية
هي موجات كهرومغناطيسية مختلفة الأطوال الموجية، وهي جميع ما في الكون من موجات ذبذبية بمختلف أشكالها وأنواعها وأطوالها ذات الترددات المختلفة والتي لها القدرة على إنشاء تغيير ما في حياة الإنسان، ومنها يتكون كل ما في الكون من أشياء وأفعال محسوسة وغير محسوسة.
هناك تأثيرات مختلفة للطاقة يمكن أن تعرف كمظاهرللطاقة مثل الطاقة الحرارية في جسم الإنسان نتيجة إحساس الغضب الذي يتولد عنه ارتفاع في ضغط الدم ونسبة السكر، وكذلك المحبة التي تتولد عنها الإحساس بالفرحة برؤية إنسان تحبه.
وكذلك الأفكار الإيجابية فإن لها القدرة على إحداث تغيرات فسيولوجية وكذلك فإن الصلاة لها القدرة على تحويل الطاقات الفكرية السلبية إلى أخرى إيجابية ولها القدرة على زيادة نسبة الشفاء من أمراض مختلفة وذلك بتأثيرها على تبديل الطاقات الفكرية السلبية والإحساسات السلبية بطاقة باردة لها تأثير مهدئ للجهاز العصبي.
وبذلك فإنه يجب أن تتسع كلمة طاقة لتشمل الطاقة الحيوية والفكرية والروحية، وهكذا تظهر لنا صور جديدة للطاقة بحاجة إلى فيزياء أيضاً للتعامل معها وهي الفيزياء النوعية.
علم الطاقة بطبيعته هو العلم الوحيد الذي يصنع لك شبكة من الترابط بين المادة والروح والحياة اليومية، ويعطيك منطقية وسببية للكثير من الأشياء التي تراها بشكل يومي وتعيشها وتتأثر بها دون أن تنتبه لها ولسبب وجودها، ودون فهم لعلم الطاقة.
1.1. الطاقة الحيوية في الجسم البشري:
يطلق على الطاقة الحيوية مسميات مختلفة منها: التيار الحيوي Bioelectrical، أوالكا KA كما أطلق علية القدماء المصريين، أو تشي Chi كما يعرفها الصينيون، أوطاقة الحياة Life force كما أسماها أبو قراط (طبيب يوناني)، أو برانا Prana عند الهنود القدامى، أوالمغناطيسية الحيوية.
تبدأ الطاقة بإطلاق شحنات كهربائية تلقائية من الخلايا المحركة للقلب إلى عضلة القلب فتنقبض وتنبسط مكونة خفقانات القلب الذي يسحب الدم ويضخه من وإلى جميع أجزاء الجسم ويكون الدم محمولاً بالمواد الغذائية والعناصر والغازات وبقايا التمثيل الغذائي.
فيغذي الخلايا المحركة للقلب فتستمر بإطلاق الشحنات الكهربائية التلقائية وكذلك يغذي بقية خلايا الجسم وتكون هذه المواد في حالة تأين حيث تكون جزيئاتها مشحونة بالشحنات السالبة أو الموجبة وسريان هذه الشحنات داخل الشرايين والأوردة يولد تياراً كهربائياً يمر في موصل، جزء من هذه الطاقة تفقد عن طريقين:
- توليد الحرارة ومعظمها يتم الاستفادة منه وتكون جزءاً من حرارة الجسم وجزءاً يتم إشعاعه إلى ما حول الجسم للإبقاء على توازن الحرارة .
- إشعاع موجات كهرومغناطيسية يوظفها الجسم لكي تكون لاسلكياً دقيقاً لا يمكن تخيلها، خلقها الله عزً وجل في الجسم البشري وتسمى هذه الطاقة (طاقة المسارات).
ويبقى الجسم صالحاً طالما أن هذا التيار الكهروحيوي يتدفق بحرية في الجسم فإذا توقف هذا التيار عن الوصول لأي جزء من أجزاء الجسم بسبب تعرضه لأي مؤثر من البيئة المحيطة يحدث خلل واضطراب في وظيفته وبالتالي فهو يؤثر على حيوية الجسم، ويمكن تقسيم الطاقة الحيوية شكلياً إلى أربعة أنواع كما بالشكل (1).
شكل (1) أنواع الطاقة الحيوية |
2.1. الطاقة والإنسان
جدول (1) أنواع الطاقات المختلفة داخل جسم الإنسان |
3.1. الطاقة الحيوية في الحضارات القديمة المختلفة
اختلف مفهوم العلاقة بين الطاقة والإنسان في الحضارات المختلفة، وفيما يلي نبذة عن هذا المفهوم في بعض الحضارات القديمة التي اهتمت بالطاقة وعرفت دورها الأساسي كمحرك لكثير من الظواهرالطبيعية كما اعتبرتها بعض الشعوب من علوم الحكمة التي تم تدريسها في دور العبادة لأهميتها في حياة الإنسان.
1.3.1. الطاقة والإنسان في مصر القديمة
- رأى المصري القديم أن الإنسان يمتلك تسعة أجسام ، حيث اعتبر الجسم المادي واحد من تسعة مكونات للكيان الإنساني ،أما باقي الأجسام كلها أجسام “طيفية” مكونة من طاقة أهمها على الإطلاق ثلاثة أجسام أل “كا ، با ،آخ”.
- يعتبر “أل، ka” كا من أعقد المفاهيم المتعلقة بالروح وتوصف أحياناً بأنها الطاقة الحيوية ،وكان يعتقد أنها تمد الجسم المادي بطاقة الحياة.
- يرمز لها بزراعين مرفوعين لأعلى.
- أل”ba، با” هي التي تحرك الجسد المادي ،السبب في وجوده هي الروح القابلة للتجسد ، وكان يعبر عنها باستخدام رمز على شكل طائر اللقلق.
- أل “akh، آخ” تعبر عن النور بالمعنى الحرفي والمجازي ،وقد استخدمت للتعبير عن العين الثالثة التي يرمز لها بالكوبرا المنتصبه ،التي ارتبطت بالغدة الصنوبرية وهي الروح ، ويرمز لها بنوع من طيور الأيبيس ذو منقار مقوس.
2.3.1. الطاقة والإنسان في الصين
- القدماء الصينين يؤمنون بوجود هذه الطاقة وعرفت عندهم باسم ” تشي” وتبدو هي التفسير الوحيد لعلم الوخز بالإبر الذي يمارسونه في الطب الشعبي الصيني.
- برع الطب الصيني في معرفة نظام الطاقة في جسم الإنسان وأن صحته مرتبطة بهذا النظام وأي خلل فيه يؤدي إلى تلف في صحته.
- يعتمد نظام الطاقة على مسارات “Meridians” تجري على جانبي الجسم وأن علاج المرضى يكون بتنشيط إنسياب الطاقة في تلك المسارات من خلال نقاط معينة.
3.3.1. الطاقة والإنسان في الهند
- من أوائل طاقة الحياة المعروفه هي “Prana البرانا ” في الحضارة الهندية وكلمة برانا هي باللغة السنسكريتية ، وهي تعني الطاقة الأولية أو تنفس الطاقة الحيوية.
- اعتقد الهنود أن موجات الطاقة الداخلة والخارجة من الجسم تظهر بصورة خاصة في مراكز الطاقة التي أطلقو عليها إسم شاكرا “Chakra”.
- كلمة شاكرا تعني باللغة السنسكريتية العجلة أو الدوامة وقد كان الأشخاص ذوي البصيرة يستطيعون رؤيتها مثل دوامات من الضوء الملون.
4.3.1. الطاقة والإنسان في الحضارة القبطية
- عبرت الحضارة القبطية عن مفهوم طاقة الإنسان بالأيقونات المرسومة على جدران الكثير من الكنائس ودور العبادة المسيحية.
- تلك الأيقونات تم تصوير أوجه القديسين وقد أحاطت برؤوسهم هالة من الضوء بألوان مختلفة.
5.3.1. الطاقه والإنسان في الحضارة الإسلامية
- لقوله تعالى “ومن لم يجعل الله له نوراً فما له من نور”(سورة النور الآيه40)، ففهم من النور هنا الهالة التي تحيط بالإنسان.
- منذ أن خلق الله الكون فكل شىء يصدر موجات فالشمس تصدرموجات حرارية وضوئية وكذلك بقية النجوم ، والقمر يصدر ذبذبة يؤثر على سوائل الأرض والأرض فيها موجات مغناطيسية وأيضا الكائنات الحية وبما أن الطاقة الحيوية ماهي إلا موجات كهرومغناطيسية توجد حولنا فإذاً هي موجوده منذ أن خلق الله الكون.
- ينعكس مفهوم الطاقة الحيوية في مختلف الحضارات على العمران والعمارة، حيث أنهم يعتبروا دراسة طاقة الإنسان محدد مهم ضمن محددات اختيارأماكن البناء سواءً أماكن السكن أو العبادة أو الرعاية الصحية.
- ينعكس مفهوم الطاقة الحيوية في مختلف الحضارات على العمران والعمارة، حيث أنهم يعتبروا دراسة طاقة الإنسان محدد مهم ضمن محددات اختيارأماكن البناء سواءً أماكن السكن أو العبادة أو الرعاية الصحية.